21 - 05 - 2025

محطـــات | "سلوى فى مهب الريح"

محطـــات |

* من حق القاصة والروائية سلوى بكر أن تقول رأيها فى كل شىء ، فسلـوى بكر كاتبة كبيرة ( 73 سنة ) وصاحبة رأى، ومدركة تماما لما تقول، وليس بالضرورة ما تراه أنت واجبا ، يراه غيرك كذلك !!

* ففى الوقت الذى ترى فيـه أن القرآن هو الملاذ ، الذى تفر إليـه من هموم الحياة عند الضيـق ، يــرى غيرك أن الموسيقى هى طب القلــوب ودوائهــا ، وفى الوقت الذى ترى فيـــه أن اللجوء إلى المساجد من أساسيات الإيمان ، تطبيقا لقوله تعالى "إنمـا يعمـر مساجـد الله من آمن بالله واليـوم الأخر"، يــرى غيرك أن اللجـــوء " لمانولى " ، والجلوس أمامه فى البــار ، وهــو يشير إليه " هات القزازة واقعـد لاعبنى، دى المزة طازة والحال عاجبنى، هنينى بخفتك واسقينى بذمتك " ، يشرح الصـدر ويسرّى عن النفس !!

* فإذا كانت سلوى بكر ترى أنـه ، لا يحـق لمخلوق أن يفرض رأيـه على مخلــوق حتى لـو كان طربوشه بـزر ، وقفطانه بزنّار، وعلى حد قول الكاتبـــة " من أنت " كى تنصّب نفسك وصيا لتحلل وتحرم، فنحن نرى أنه لا يجب اغفال دور أهل الذكر فى حل المسائل ، حسب وصية الله " فاسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ؟!

* تــرى من ضمن ما ترى سلوى بكر ، أنه من الخطأ تحفيظ القرآن للطفل فى سن مبكرة ، وتدعو لترك الطفــل على طبيعته، يختــار ما يحلو لـه، ولأنها ( كما قلت ) كاتبة كبيرة ( 73 سنة ) ، لن نقول أنه فات عليها أن الطفل فى هذه السن يحتــاج إلى توجيه، وإلا اتجه الطفل نحو التفاهات، ولا أحسب أن الكاتبة والمفكرة الكبيرة تريد جيلا تافها ؟!

 * أنا مع طرح الأفكار الجديدة المثمرة ، وجرأة الغوص فى المسكوت عنه ، ولكن لماذا تكون الجــرأة دائمــا على الدين ، فى الوقت الذى لا يجـرؤ فيه أحد مثلا ، أن يقول لعادل إمام، أن 85 % من أفلامه تهريج، ولا يجرؤ أحد أيضا أن يقول لفيفى عبده " إنتى كلبوظاية " !!

* إذا أردنا أن نجعل الحرام بينـا والحلال بينـا ، فعلينا أن نوقظ الضميـر ، فإيقــاظ الضمير أمر هام، حتى لو ماكانش وراه شغل، فالتحريم محله الضمير، أما التحليل فليس كل من هب ودب له حق أن يحلل، فلابد للمحلل أن يكون حاصلا على شهادة فى التحاليل ، تمكنه من فتح معمل للتحاليل !!

* وحتى نسد هذه الثغــرة ، التى تجعل التجرؤ على الدين ، مثل تجرؤ مد اليد على ريمـوت كونترول التكييف لتشغيله فى الحــر، وإن كانت فواتير الكهربـــاء العاليـــة كفيلــة بفرملـــة كل يد تحــاول التجـرؤ على تشغيل التكيف، فلابد من تقديم الحلول والمطالبــة بتقديم المنــاسب للطفــل فى المناهج، من سور قرآنية تتناسب مع سنه حتى نحافظ على هيبـــة الدين وقدسيتــه من ناحيـة ، ومن ناحية أخرى حتى نعفى أصحاب الرأى من التعرض للنقد، حتى لا نضع كاتبة وصاحبة رأى ، مثــل سلـوى بكر فى مهب الريح ؟!
-------------------------------
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

محطـات | لماذا السكوت ؟